سي مبارك نايت دالحاج ( ايت المودن ) - ( 1884-1971 )
كان معروفا بصرامته و جديته في العمل والتدريس.. إذ أن أغلب تلاميذه كانوا يتوافدون من القرى المجاورة ( احاحان - اداوزيكي - اشتوكة - بيوكرى - خميس ايت عميرة ... )،وقد كانت علاقته وطيدة بمدرسة المزار وبالأسرة الركراكية، إذ كان سيدي عبد الله الركراكي رحمه الله ،يبعث له الطلبة لتزكيتهم، فبعد موافقته و اجتياز الطالب للاختبار، يعود إلى المدرسة المزارية لاستلام التزكية مباشرة ، وقد توفي رحمة الله عليه أواخر 1971 ، عن عمر ناهز 90 سنة ..
أما نسبته إلى "نايت دالحاج "؛ فالمعروف أن لقب الحاج لا يطلق إلا على من زار الديار المقدسة وأدى مناسك الحج وشعائره على الوجه الأمثل؛ ولكن شخصية اليوم الذي يُنسب إلى والده "الحاج" لم يسبق لوالده "سي الحسن" أن زار الديار المقدسة؛ ولكنه اكتسب اللقب لحادثة غريبة وقعت تكاد لا يصدقها عقل. فقد كان "سي الحسن" يستعد للحج في موسم من مواسمه، وهو الاعمى الذي لا يستطيع الاعتماد على نفسه، فلم يستطع أو بالأحرى لم يكن مقدرا له أن يحج ذلك الموسم، فأخذ على نفسه أن يشتري بما اذخره للحج رؤوسا من الماشية فيوزعها على الفقراء والمحتاجين في كل موسم من مواسم الحج. وكان أن عاد الحجاج من مكة فشرعوا ينادونه بالحاج الحسن؛ استغرب الامر خصوصا اتفاقهم على ذلك، فاستفسرهم، وأخبروه انه كان برفقتهم بشحمه ولحمه خلال جميع مناسك الحج، وذكروا بعض المواقف التي حدثت بينهم؛ استوضح الحاج الحسن من فقيه بالمنطقة حول الحادثة بعد أن عرف ما فعله الحاج الحسن، فأخبره الفقيه أنه ونتيجة لصدق نيته ورغبته القوية في الحج، وما فعله من عمل صالح في مساعدة الفقراء والمحتاجين فقد حج بدله ملك من الملائكة متمثلا في صورته، "فمن كان في حاجة الناس كان الله في حاجته".
تعليقات
إرسال تعليق