ولد الحاج يحيى بن يدر'رحمه الله' سنة 1918م بمنطقة المزار قيادة كسيمة مسكينة آنذاك والمعروفة بالمزار حاليا، وقد شب وترعرع في هذه القرية والتحق بالمسجد (الجامع) لتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، إذ كانت هذه المدرسة من مدارس القراءات العشر في أواخر القرن الثالث عشر على يد ثلة من العلماء الأفذاذ كسيدي #عبد_الله_الركراكي، وكان المرحوم يتمتع بحيوية ونشاط وذكاء خارق في حفظ القرآن تميز به عن أقرانه بالمنطقة، ومع ذلك لم ينل حظا أوفر من التعليم، رغم أنه استطاع في ظرف وجيز وبفضل ذكائه المتميز أن يتقن التحدث باللغتين العربية والفرنسية وغيرهما من اللغات الأجنبية الأخرى وبطلاقة، مما يسر له الانخراط في سلك رجال الأعمال الكبار رغم حداثة سنه، وفتح الله عليه في باب التجارة والإحسان إلى الناس، وزاول أنواعا عدة من التجارة، بحيث في البداية استثمر مع الأوربيين أمواله في تجارة عرض الأفلام السينمائية حتى اقترنت معظم دور السينما بالجنوب في أكادير وتارودانت وتزنيت باسمه، كما استثمر أمواله في السياحة والفلاحة وعرف بدعمه للكثير من الأعمال الخيرية والأنشطة الجمعوية الثقافية والنوادي الرياضية بسوس، وقد وهب الله لقرية #المزار آنذاك صفة الشهرة بسببه على مستوى العلم والمعرفة بفضل تكرمه على جمعية علماء سوس بوقف داره وضيعته لتؤسس وتشيد فيها كلية الشريعة سنة 1977م، و قد فتحت أبوابها بداية الموسم الجامعي: 1978 - 1979 م، وكانت آنذاك تابعة لجامعة القرويين بفاس إلى أن تم الحاقها بجامعة ابن زهر سنة 2014.
انتقل الفقيد إلى دار البقاء في أواخر سنة 1978م، وقد شيعت جنازته بمقبرة سيدي ميمون #بالمزار وبحضور وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية وقتها وعاملي اكادير وتزنيت وجمهور من اهل العلم، اذ أصبح حي المزار في وقتنا الحالي مقرونا بهذه الكلية ومعروفا بتدريس العلوم الشرعية والقانونية، وقد اختاره الله إلى جواره وهو في أوج عطاءاته الخيرية في مختلف الميادين، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
#بصمات_مزارية_تحتاج_إلى_تكريم
سيدي الحاج يحيى بن يدر
الحاج يحيى بن يدر المزاري .
تعليقات
إرسال تعليق