القائمة الرئيسية

الصفحات

سيدي الحاج أحمد مخلا

 



-أحمد مخلا (2003/1922)
(رحمة الله عليه)


ولد الحاج أحمد مخلا بالمزار سنة 1922، امتهن الزراعة في الحقول المزارية منذ نعومة أظافره، بحيث لم تسعفه الظروف وقتها في تلقي العلم والتواجد بفصول الدراسة كأقرانه.
عرف رحمه الله في فترة شبابه بانتفاضته ضد الظلم والقهر الاستعماري الفرنسي، إذ كان يرفض الاشتغال خماسا لدى الفرنسيين بضيعاتهم الفلاحية، وكان يحسن لغة التمرد ضد الذل والإهانة، ليقرر أن يهاجر إلى مدينة القنيطرة منها إلى الدار البيضاء بحثا عن عمل يحفظ به كرامته، ويستقل بنفسه وبذاته، إلى أن حمله الشوق والحنين لحضن الأبوين وإلى الجو العائلي المزاري الذي حرم منه بسبب عجرفة البعض، وبعد أن تأكد أن والديه يبحثان عنه ويصران على عودته إلى كنف العائلة، استسلم كبرياؤه وقرر بعدها العودة إلى منطقة المزار ويبدأ فيها حياة جديدة متحديا كل الصعاب، بحث عن ضالته في حرفته الأولى واستثمر في النشاط الفلاحي (الانتاج الحيواني) بتسويق مادة الحليب وتزويد أحياء مدينة أكادير، بها على مثن دراجته النارية، بالإضافة إلى المتاجرة وتزويد أسواق مدينة أنزكان ببعض المنتوجات الفلاحية (الخضر, فواكه...)
في غضون سنوات استطاع الرجل أن يحصد ثمار كده وجهده وطور من مشاريعه باستقطاب يد عاملة من أبناء المزار، وأقام مقاولة لتسويق الخضر وتصديرها إلى الخارج، وبفضل الله استطاع الحاج ماخلا أن يصنع لنفسه اسما في أواخر الستينات وبداية السبعينات، وأصبح من أعيان المنطقة المحترمين، ومن فلاحيها الكبار ليتطور نشاطه الفلاحي بمنطقة بيوكرى، بتبنيه للفلاحة العصرية المتطورة (ضيعات البيوت البلاستيكية)، وبدأ بزراعة وتصدير التوت الأرضي كتجربة رائدة نوعية في مساره المهني.
مارس رحمه الله قيد حياته (شبابه) العمل السياسي الوطني، وتقلد منصب رئيس الغرفة الفلاحية بأكادير وحصل على وسام شرفي من المغفور له الملك الحسن الثاني، واشتغل أيضا رئيسا لتعاونية الرميلة، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تأسيسه لأول المدارس الحرة بأكادير،وكان المرحوم الحاج أحمد مخلا معروفا بحسن سيرته ومعاملته الطيبة مع الناس وحب الخير والإحسان، وقد وافته المنية سنة 2003.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
#رجالات_المزار

تعليقات

التنقل السريع