تاويا جامع أو تاويا عفيف (2012/1912)
ولدت الجدة تاويا عفيف سنة 1912م بمنطقة أيت باعمران، المنطقة التي هاجر إليها والداها قبل فرض الحماية على المغرب بسبب الظروف القاسية التي كانت تعيشها الأهالي المزارية جراء قسوة بعض القبائل المتمردة (زمن السيبة و الحركت...) ليقررا العودة لمقر سكناهما الأصلي (الخزانت) بعد دخول المستعمر للمغرب وقد وضعت الجدة في بردعة بغل أبيها ولم يكن عمرها يتجاوز آنذاك سنة كاملة.
في حوار أجرته صفحة #المزار23 مع أحد أحفادها تحدث فيه عن حياتها وأشار أن اسم (تاويا) اختير لها آنذاك كاعتقاد بغرض حماية إخوتها من الموت المحذق بهم عند كل ولادة،ويضيف الحفيد على أن الجدة قدر لها أن تكون وحيدة والديها دون إخوة أو أخواتويردف قائلا: "جدتي رحمها الله قيد حياتها بلغت شجرة عائلتها ما يقارب 124 من الأبناء والأحفاد ".
كانت الجدة تاويا تتمتع بسمعة طيبة بين أبناء المزار وخارجه، بحكم أنها تقوم بمزاولة مهمة التداوي الطبيعي الشعبي...،وقد اشتهرت بعملية استئصال شوائب العين وكل ما تتعرض له من الفضاء الخارجي بواسطة لسانها، وتعود هذه الهبة الربانية إلى تلك الليلة التي غطت فيها الجدة في نوم عميق بعد يوم شاق من العمل بالحقول، ليراودها حلم غريب، تمثل في بكاء إحدى بناتها بالقرب منها من شدة الألم وهي تضع يدها على عينها اليسرى، وعندما همت الجدة لمعرفة سبب بكاء الطفلة، تأكدت أن شيئا ما سقط في عينها، ففكرت في وضع لسانها ومحاولة إخراج ذلك الجسم الغريب من عين الصغيرة، لتنجح بفضل الله في مهمتها وتبدأ معها رحلة تداوي العين بلسانها.
بالاضافة إلى ذلك فالجدة كانت تزاول أيضا مهمة توليد النساء، وتحترف أيضا الكي(بوصفير، بوزلوم، بومزوي...) بمقابل أو بدونه، إذ كانت تخاطب دوما زوارها بتلك العبارة المحفورة في ذاكرة ذلك الجيل " الترحم على الوالدين أرحم من كمشة اليد".
غادرتنا الجدة إلى دار البقاء سنة 2012، ليفقد المزاريون امرأة شريفة عرفها الصغير والكبير بطيبتها وحكمتها وببركتها، رحمك الله يا جدتنا تاويا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تعليقات
إرسال تعليق